Search This Blog

28/06/2011

The Language Experience Approach and Adult Learners. ERIC Digest.

The Language Experience Approach and Adult Learners. ERIC Digest.
ERIC Identifier: ED350887
Publication Date: 1992-06-00
Author: Taylor, Marcia
Source: National Clearinghouse on Literacy Education Washington DC., Adjunct ERIC Clearinghouse on Literacy Education for Limited-English-Proficient Adults Washington DC


So what is The Language Experience Approach and Adult Learner?

Although the LEA was developed primarily as a tool for reading development, this technique can be used successfully to develop listening, speaking, and writing as well. This integrated approach is unique in that it begins with students' individual or shared experiences as a basis for discussion, writing, and finally reading. As students see their personal experiences transcribed into the written word, they also gain a greater understanding of the "processes" of writing and reading and can make the bridge to reading and writing independently


Personaly I am using this approach in one of my distance teaching via Skype with one particular student learning Arabic for the past two years. (her first language is English).I am in England and she is in Los Anglos. we meet once a week for one hour.

While she traveling around the world she write all her experince in Arabic. what we do after is exactly what the above article says.
Click on the above like, to undersdant the procedure.

It is working.

101 Free Learning Tools : Zaid Ali Alsagoff : Free Download & Streaming : Internet Archive

101 Free Learning Tools : Zaid Ali Alsagoff : Free Download & Streaming : Internet Archive
Dowload the PDF from tha above link may take longer than 5 minutes but it is fantastic work.
Author: Zaid Ali Alsagoff
Keywords: learning tools e-learning teaching online

03/06/2011

International Association of Teachers of Arabic as a Foreign Language: قطرب: برنامج تصريف الأفعال

International Association of Teachers of Arabic as a Foreign Language: قطرب: برنامج تصريف الأفعال

قطرب: برنامج تصريف الأفعال

قطرب: برنامج تصريف الأفعال

Arabic as a Foreign Language العربية لغير الناطقين بها: Arabic Verb Conjugation بــرنامج تـصـريف الأفعال

Arabic as a Foreign Language العربية لغير الناطقين بها: Arabic Verb Conjugation بــرنامج تـصـريف الأفعال

‎ ‎اللغة العربية واللغات الأوروبية‎:‎‏ الواقع ومحاولة استشراف المستقبل د. بسمة أحمد صدقي الدجاني

الملخص

اللغة العربية واللغات الأوروبية في الوقت الحاضر:

تمتاز لغتنا العربية بثباتها ورسوخها عبر أكثر من ألف وخمسمئة عام حيث إنها ربما تكون اللغة الوحيدة في العالم التي لم يطرأ عليها تغييرات جذرية. إذ يستطيع العربي المتعلم أن يقرأ كتب التراث والمخطوطات القديمة على ما بها من اختلاف أشكال الخط بيسر نسبي. والأمر في اللغات الأوروبية مغاير لذلك حيث طرأ عليها كثير من التغيير. لقد وصل عدد اللغات الأوروبية اليوم إحدى وأربعين لغة في خمسة وأربعين دولة. وبعد أن كان معظم هذه اللغات متشابه الأصل ويعود للجذور ذاتها ويختلف اختلافاً سطحياً بما يمثل اللهجات من منطقة إلى أخرَى، صارت اللهجة اليوم لغة مستقلة وتمثل مجتمعاًً بعينه.

يعود هذا الأمر إلى حقيقة أن أكثر اللغات الأوروبية تركيبية واللغة العربية معربة وقد فقدت معظم اللغات الأوروبية أبنية إعرابها بينما تنبه علماؤنا منذ القدم وخصصوا كتباً وفصولاً في كتب عن "خصائص العربية" و"دقائق التصريف" و"النظم" في تركيب الجمل، وغيرها من المقومات الأساسية التي تدخل في صميم طبيعة اللغة فحافظت على كينونتها ووجودها.


 

صحيح أن اللغة العربية مرت بأوقات عصيبة كتلك التي سجلها ابن خلدون في مقدمته وليس الوضع اليوم بأحسن منه بالأمس، إذ تمر بالعربية في وقتنا المعاصر أزمات نتيجة تأثرها بالوضع السياسي والاجتماعي العام المنتشر في وطننا العربي والنزاعات بين الدول المتجاورة والنزاعات الداخلية وبروز العصبيات القبلية، إلا أنها بفضل الله سبحانه وتعالى استمرت لغة واحدة طيلة هذه القرون رغم ما يهددها من مخاطر خارجية. ففرض السيطرة اللغوية أحد أبرز أساليب الاستعمار الخارجي، وهذا ما يقع فيه الجيل المعاصر لأبناء اللسان العربي حيث تُفرض علينا بطرق مباشرة وغير مباشرة مظاهر لُغوية استعمارية مختلفة، أبرزها في الوقت الراهن النداءات الخارجية التي تحث عناصر من أبناء أمتنا وهم غير واعين لخطورة ما يقدمون عليه- على الكتابة والتأليف باللهجات المحلية وإبراز الاختلاف بين لهجة بلد عربي وآخر مجاور له أو بعيد عنه. فهناك الآن قاموس للهجة المصرية المحكية وآخر للهجة السودانية وثالث في مرحلة الإعداد للهجة السورية ورابع للهجة الأردنية وجميعها قد خصص لإعدادها دعم مادي غربي كبير.


 

لقد أثيرت هذه النقطة مراراً في محاضرات ومناقشات وأبحاث بعض الأجانب متعلمي اللغة العربية الذين يعملون على إثارة نوازع العصبيات بالحث على توثيق اللهجات المحكية. ومما يتداولونه في نظريتهم :" لماذا هذه الثنائية التي لامسوغ لها من التحدث بلغة متباينة عن تلك المستخدمة كتابياً"؟ ولسان حالهم هذا مدعوم بحوافز مادية تغوي ضعاف النفوس وتشجعهم على المضي في تنفيذ ما يُطلب إليهم.


 

وفي حقيقة الأمر ليس هناك ما يثير العجب في هذه الثنائية في الاستخدام اللغوي في لغتنا العربية حيث إن غالبية لغات العالم تتعامل مع هذه الثنائية الطبيعية بين الأسلوب اللغوي في المحادثة والأسلوب اللغوي الكتابي، حتى وإن كان هناك تباين ظاهر، إلا أنه مندرج تحت لغة واحدة. فلغة المحادثة على سبيل المثال في شمال كل بلد تختلف بشكل ظاهر عنه في جنوبه فسكان مدينة مدريد مثلاً يتحدثون في إسبانيا بلهجة مختلفة تماماً عن سكان قرطبة وكلاهما يعتمد اللغة الإسبانية في التدوين والطباعة.

هناك رأي بأن تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها أيسر من تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية. وتتمثل هذه السهولة بالنسبة للعربية في حقيقة أن كل حرف يُلفظ يُكتب، وكل حرف يُكتب يُلفظ ولأن القراءة والكتابة هما أهم ما يميز المتعلم عن الأمي، فإن إتقان غير العربي لهذه اللغة الجديدة والتي تختلف تماماً عن اللغات اللاتينية المنتشرة عالمياً هنا وهناك، ربما يكون أسهل وأكثر منطقية للمتعلم الجاد الذي يستطيع إجادة هاتين المهارتين في وقت قصير قياساً بغيرها من اللغات. وقد خصَّ أبو حيان التوحيدي في كتابه "الإمتاع والمؤانسة" العرب بالثناء ويتناول بحديثه اللغة العربية فيقول إنه استعرض غيرها من اللغات فلم يجد في أي منها "نصوع العربية، أعني الفرج التي في كلماتها، والفضاء الذي نجده بين حروفها، والمسافة التي بين مخارجها ..."


 

منذ قيام الاتحاد الأوروبي ونجاح مبدأ فتح الحدود بين الدول الأعضاء في هذا الاتحاد أخذت الدول الأوروبية في الإمعان في قضية اختلاف اللهجات وإشكالية التعددية اللغوية بين الجاليات التي تقطن في قطر واحد! وقد مثلت مدينة بولزانو التي أقيم فيها مؤتمر تعددية لغات أوروبا نموذجاً لعدد من المدن الأوروبية التي تفرض فيها رسمياً الثنائية اللغوية حيث يتحدث سكان هذه المدينة على سبيل المثال اللغتين الإيطالية والألمانية بدرجة متساوية. كما تكتب جميع اللوحات وأسماء الشوارع والمعاملات باللغتين كلتيهما. ويجب على التوظيف الحكومي أن يأخذ بالاعتبار مناصفة شغل الوظائف بين متحدثي اللغتين الإيطالية والألمانية.


 

أما اللغة العربية فقد حافظت إلى يومنا هذا على شكلها "الفصيح" بين حدود الدول العربية الاثنين والعشرين حيث تصدر الصحف والمطبوعات و تطبع الكتب العربية من موريتانيا غرباً إلى الإمارات شرقاً باللغة العربية "الفصيحة". ويستطيع المغربي أن يُحاور العُماني ويفهم حديثه بسهولة وكذلك الحال بين السوداني واللبناني. أما إذا تُرك الحال للجزائري مثلاً بأن يطبع منشوراته بلهجاته التي تتنوع بين الشمال والجنوب، وللعراقي بلهجاته التي تتباين بتباين حدوده، فسيصبح من الصعوبة بحال أن يتبادل أبناء الوطن العربي الممتد ثقافاتهم المحلية ويطلعوا عليها لعدم قدرتهم على استيعابها كما يجب.

وبعد، فهذا تطواف حول اللغة العربية واللغات الأوروبية ونظرة في الماضي البعيد ثم ملاحظات حول الواقع ومحاولة لاستشراف المستقبل في مقارنات تطال الشكل الكتابي وأبنية الجمل ثم ما اعترَى تلك اللغات من أزمات أثَّرت في سيرورتها ووحدتها وتراجعها وتقدمها في السياقات الحضارية ثم ما يكون من أمر تلك اللغة في حال دُرِّست لغة ثانية وما يواجه متعلمي اللغات من مشكلات وما يقف في طرقهم من عقبات تحول بينهم وبين اتقانها وأداء حقها. ثم حديث عن تجربة مركز لغات الجامعة الأردنية في تعليم العربية لغة ثانية.


 


اللغة العربية واللغات الأوروبية: الواقع ومحاولة استشراف المستقبل

            

                            د. بسمة أحمد صدقي الدجاني

                    أستاذ مساعد في مركز اللغات بالجامعة الأردنية

bdajani@hotmail.com

                                    تشرين أول 2006م


 

مقدمة:

أشرف بالمشاركة في هذا المؤتمر بتقديم ورقة حول اللغة العربية واللغات الأوروبية وأنا من المهتمين بهذا الموضوع لممارستي تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها لسنوات سبع في مركز لغات الجامعة الأردنية في عمان. وزاد ذلك الاهتمام بعد مشاركتي في مؤتمر "تعدد اللغات عبر أوروبا" خلال 24-26 آب/ أغسطس 2006. أثار حضوري لمؤتمر تعددية اللغات الذي عقد في مدينة بولزانو في شمال إيطاليا لدي ملاحظات عديدة حول أهمية هذا الموضوع في وقتنا الحاضر وحول ما تعانيه الدول الأوروبية من مشكلات ليست بالهينة جراء هذه التعددية اللغوية، خاصة بعد فتح الحدود فيما بين معظم أرجائها مع بزوغ شمس الاتحاد الأوروبي.

يحاول هذا البحث أن يلج إلى آفاق اللغة العربية واللغات الأوروبية فيتطرق للحديث عن ماضيها وحاضرها ثم يستشرف مستقبلها في نظرة تتمركز حول خط سير اللغات وتطورها في مقارنة بين اللغة العربية والعائلات اللغوية الأوروبية في الماضي والحاضر والمآل. ثم يتناول البحث تدريس اللغات كلغات ثانية وما يكتنف ذلك من صعوبات وما يعترضه من عقبات في الشكل الكتابي وأبنية الجمل وأنظمة القواعد ثم محاولة للكلام على تجربة مركز لغات الجامعة الأردنية في ذلك.


 

اللغة العربية واللغات الأوروبية في الوقت الحاضر:

تمتاز لغتنا العربية بثباتها ورسوخها عبر أكثر من ألف وخمسمئة عام حيث إنها ربما تكون اللغة الوحيدة في العالم التي لم يطرأ عليها تغييرات جذرية. إذ يستطيع العربي المتعلم أن يقرأ كتب التراث والمخطوطات القديمة على ما بها من اختلاف أشكال الخط بيسر نسبي. والأمر في اللغات الأوروبية مغاير لذلك حيث طرأ عليها كثير من التغيير. لقد وصل عدد اللغات الأوروبية اليوم إحدى وأربعين لغة في خمسة وأربعين دولة. وبعد أن كان معظم هذه اللغات متشابه الأصل ويعود للجذور ذاتها ويختلف اختلافاً سطحياً بما يمثل اللهجات من منطقة إلى أخرَى، صارت اللهجة اليوم لغة مستقلة وتمثل مجتمعاًً بعينه.

يعود هذا الأمر إلى حقيقة أن أكثر اللغات الأوروبية تركيبية واللغة العربية معربة وقد فقدت معظم اللغات الأوروبية أبنية إعرابها بينما تنبه علماؤنا منذ القدم وخصصوا كتباً وفصولاً في كتب عن "خصائص العربية" و"دقائق التصريف" و"النظم" في تركيب الجمل، وغيرها من المقومات الأساسية التي تدخل في صميم طبيعة اللغة فحافظت على كينونتها ووجودها.


 

صحيح أن اللغة العربية مرت بأوقات عصيبة كتلك التي سجلها ابن خلدون في مقدمته وليس الوضع اليوم بأحسن منه بالأمس، إذ تمر بالعربية في وقتنا المعاصر أزمات نتيجة تأثرها بالوضع السياسي والاجتماعي العام المنتشر في وطننا العربي والنزاعات بين الدول المتجاورة والنزاعات الداخلية وبروز العصبيات القبلية، إلا أنها بفضل الله سبحانه وتعالى استمرت لغة واحدة طيلة هذه القرون رغم ما يهددها من مخاطر خارجية. ففرض السيطرة اللغوية أحد أبرز أساليب الاستعمار الخارجي، وهذا ما يقع فيه الجيل المعاصر لأبناء اللسان العربي حيث تُفرض علينا بطرق مباشرة وغير مباشرة مظاهر لُغوية استعمارية مختلفة ، أبرزها في الوقت الراهن النداءات الخارجية التي تحث عناصر من أبناء أمتنا وهم غير واعين لخطورة ما يقدمون عليه- على الكتابة والتأليف باللهجات المحلية وإبراز الاختلاف بين لهجة بلد عربي وآخر مجاور له أو بعيد عنه. فهناك الآن قاموس للهجة المصرية المحكية وآخر للهجة السودانية وثالث في مرحلة الإعداد للهجة السورية ورابع للهجة الأردنية وجميعها قد خصص لإعدادها دعم مادي غربي كبير.


 

لقد أثيرت هذه النقطة مراراً في محاضرات ومناقشات وأبحاث بعض الأجانب متعلمي اللغة العربية الذين يعملون على إثارة نوازع العصبيات بالحث على توثيق اللهجات المحكية. ومما يتداولونه في نظريتهم :" لماذا هذه الثنائية التي لامسوغ لها من التحدث بلغة متباينة عن تلك المستخدمة كتابياً"؟ ولسان حالهم هذا مدعوم بحوافز مادية تغوي ضعاف النفوس وتشجعهم على المضي في تنفيذ ما يُطلب إليهم.


 

وفي حقيقة الأمر ليس هناك ما يثير العجب في هذه الثنائية في الاستخدام اللغوي في لغتنا العربية حيث إن غالبية لغات العالم تتعامل مع هذه الثنائية الطبيعية بين الأسلوب اللغوي في المحادثة والأسلوب اللغوي الكتابي، حتى وإن كان هناك تباين ظاهر، إلا أنه مندرج تحت لغة واحدة. فلغة المحادثة على سبيل المثال في شمال كل بلد تختلف بشكل ظاهر عنه في جنوبه فسكان مدينة مدريد مثلاً يتحدثون في إسبانيا بلهجة مختلفة تماماً عن سكان قرطبة وكلاهما يعتمد اللغة الإسبانية في التدوين والطباعة.

هناك رأي بأن تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها أيسر من تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية. وتتمثل هذه السهولة بالنسبة للعربية في حقيقة أن كل حرف يُلفظ يُكتب، وكل حرف يُكتب يُلفظ. ولأن القراءة والكتابة هما أهم ما يميز المتعلم عن الأمي، فإن إتقان غير العربي لهذه اللغة الجديدة والتي تختلف تماماً عن اللغات اللاتينية المنتشرة عالمياً هنا وهناك، ربما يكون أسهل وأكثر منطقية للمتعلم الجاد الذي يستطيع إجادة هاتين المهارتين في وقت قصير قياساً بغيرها من اللغات. وقد خصَّ أبو حيان التوحيدي في كتابه "الإمتاع والمؤانسة" العرب بالثناء ويتناول بحديثه اللغة العربية فيقول إنه استعرض غيرها من اللغات فلم يجد في أي منها "نصوع العربية، أعني الفرج التي في كلماتها، والفضاء الذي نجده بين حروفها، والمسافة التي بين مخارجها ..."


 

منذ قيام الاتحاد الأوروبي ونجاح مبدأ فتح الحدود بين الدول الأعضاء في هذا الاتحاد أخذت الدول الأوروبية في الإمعان في قضية اختلاف اللهجات وإشكالية التعددية اللغوية بين الجاليات التي تقطن في قطر واحد! وقد مثلت مدينة بولزانو التي أقيم فيها مؤتمر تعددية لغات أوروبا نموذجاً لعدد من المدن الأوروبية التي تفرض فيها رسمياً الثنائية اللغوية حيث يتحدث سكان هذه المدينة على سبيل المثال اللغتين الإيطالية والألمانية بدرجة متساوية. كما تكتب جميع اللوحات وأسماء الشوارع والمعاملات باللغتين كلتيهما. ويجب على التوظيف الحكومي أن يأخذ بالاعتبار مناصفة شغل الوظائف بين متحدثي اللغتين الإيطالية والألمانية.


 

أما اللغة العربية فقد حافظت إلى يومنا هذا على شكلها "الفصيح" بين حدود الدول العربية الاثنين والعشرين حيث تصدر الصحف والمطبوعات و تطبع الكتب العربية من موريتانيا غرباً إلى الإمارات شرقاً باللغة العربية "الفصيحة". ويستطيع المغربي أن يُحاور العُماني ويفهم حديثه بسهولة وكذلك الحال بين السوداني واللبناني. أما إذا تُرك الحال للجزائري مثلاً بأن يطبع منشوراته بلهجاته التي تتنوع بين الشمال والجنوب، وللعراقي بلهجاته التي تتباين بتباين حدوده، فسيصبح من الصعوبة بحال أن يتبادل أبناء الوطن العربي الممتد ثقافاتهم المحلية ويطلعوا عليها لعدم قدرتهم على استيعابها كما يجب.


 

اللغات الأوروبية المعاصرة:

تندرج اللغات الأوروبية بشكلها الحالي الإحدى والأربعين تحت إحدَى عشرة عائلة لغوية تلتقي في أصلها لكنها تفرعت عن جذورها فاختلفت في تشكلاتها. إلا أن تشابه العديد منها يبرز عامل المؤثرات التاريخية والعصور السابقة ودور تقارب الثقافات، ويؤكد دور العامل الجغرافي. وهذه العوائل هي:

اللغات الجرمانية: تنتشر في دول أوروبا الشمالية الغربية وبعض دول أوروبا الوسطَى فيتحدث بها سكان: المملكة المتحدة وإيرلندا وأيسلندا وألمانيا والنمسا وهولندا والدنمارك والسويد والنرويج ولوكسمبورغ وليختنشتاين والجزء المتحدث بالألمانية من سويسرا ومنطقة الفلاندر في بلجيكا والمناطق المتحدثة بالسويدية في فنلندا ومنطقة التيرول الشمالي في إيطاليا.


 

اللغات الرومانسية: تنتشر في دول أوروبا الجنوبية الغربية مثل إيطاليا وفرنسا والبرتغال والمناطق المتحدثة بالإيطالية في سويسرا ومنطقتي والونيا في بلجيكا وروماندي الجزء المتحدث بالفرنسية في سويسرا، بالإضافة إلى دولتي رومانيا ومولدافيا في أوروبا الشرقية.


 

اللغات السلافية: تنتشر في دول أوروبا الوسطَى والشرقية فيتحدث بها سكان روسيا البيضاء والبوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا والتشيك ومقدونيا وبولندا وروسيا وصربيا والجبل الأسود وسلوفاكيا وسلوفينيا وأكرانيا.


 

اللغات الأورالية: تنقسم إلى مجموعتين: اللغات الفينية البرمية التي يتحدث بها أبناء فنلندا وإستونيا، واللغات الأجرية التي يتحدث بها أبناء هنغاريا.


 

اللغات الألطية: هي اللغات التركية التي يتحدث بها أبناء تركيا وأذربيجان وقبرص والبلقان وبعض دول آسيا الوسطَى الإسلامية.


 

اللغات البلطية: قي دول البلطيق ويتحدث بها سكان لتوانيا ولاتفيا.


 

اللغات الكلتية: تنتشر بين سكان اسكتلندا وويلز ومقاطعة كورنوول (في أقصَى جنوب غرب المملكة المتحدة) وجزيرة مان (التابعة للتاج البريطاني) وبريتاني (في فرنسا) وإيرلندا.


 

اللغة اليونانية: في اليونان وقبرص اليونانية.


 

اللغة الألبانية: تتفرع عن اللغات الهندو أوروبية.


 

اللغة الأرمينية: تعد إحدَى لغات القارة على الرغم من الخلاف على اعتبار أرمينيا تابعة لأوروبا جغرافياً.


 

اللغات الأيبروقوقازية.


 

جدول توزيع اللغات بين الدول الأوروبية


اللغة
 


الدول المتحدثة بها

ألبانية 

ألبانيا، مقدونيا، صربيا، الجبل الأسود، إيطاليا، تركيا،
بلغاريا، اليونان

باسك 

إسبانيا، فرنسا 

بيلاروسية 

روسيا البيضاء، ليتوانيا، لاتفيا، بولندا، روسيا، أكرانيا، إستونيا

بوسنية

البوسنة، النمسا، إيطاليا، المجر، رومانيا، السويد، ألمانيا

بلغارية 

بلغاريا، صربيا، الجبل الأسود، مولدوفا، اليونان، رومانيا، أكرانيا، تركيا

كتلانية 

إسبانبا، أندورا،فرنسا، إيطاليا

كرواتية 

كرواتيا، النمسا، إيطاليا، المجر، رومانيا، السويد، ألمانيا

تشيكية 

التشيك، سلوفاكيا، بولندا، كرواتيا، النمسا، أكرانيا

دنماركية

الدنمارك،ألمانيا

هولندية

هولندا، بلجيكا، فرنسا

إنجليزية 

المملكة المتحدة، إيرلندا، مالطة

إستونية 

إستونيا، لاتفيا، روسيا، السويد

فنلندية 

فنلندا، روسيا، السويد، النرويج

فلامنج

بلجيكا، هولندا، فرنسا

فرنسية 

فرنسا، موناكو، لوكسمبورج، بلجيكا، سويسرا، إيطاليا

ألمانية 

ألمانيا، النمسا، سويسرا، ليختنشتاين، لوكسمبورج، هولندا، الدنمارك، إيطاليا، بولندا، التشيك، سلوفاكيا، رومانيا، روسيا، فرنسا، بلجيكا، المجر

يونانية 

اليونان، قبرص، المملكة المتحدة، ألمانيا، ألبانيا، إيطاليا، تركيا

هنغارية 

المجر، رومانيا، سلوفاكيا، صربيا، الجبل الأسود، أكرانيا، النمسا، سلوفينيا

أيسلندية 

آيسلندا

إيرلندية 

إيرلندا، المملكة المتحدة

إيطالية 

إيطاليا، سويسرا، مالطة، موناكو، سلوفينيا، كرواتيا

لاتفية 

لاتفيا، روسيا، روسيا البيضاء، إستونيا، السويد، أكرانيا

ليتوانية 

ليتوانيا، روسيا، لاتفيا، بولندا، المملكة المتحدة، روسيا البيضاء، ألمانيا، إستونيا، السويد

لكسمبورجية 

لوكسمبورج

مقدونية 

مقدونيا، اليونان، بلغاريا، ألبانيا، صربيا، الجبل الأسود

مالطية

مالطة

مولدوفية

مولدافيا، رومانيا

نرويجية

النرويج، الدنمارك، السويد

بولندية

بولندا، روسيا البيضاء، أكرانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، التشيك، ليتوانيا

برتغالية

البرتغال، إسبانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا

رومانية

رومانيا، مولدوفا، أكرانيا، المجر، بلغاريا، اليونان

روسية

روسيا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، روسيا البيضاء، المجر، مولدافيا، أكرانيا، رومانيا، بلغاريا

إسكتلندية

المملكة المتحدة/ اسكتلندا

صربية

صربيا، الجبل الأسود، النمسا، إيطاليا، المجر، رومانيا، السويد، ألمانيا

سلوفاكية

سلوفاكيا، صربيا، الجبل الأسود، المجر، بولندا، رومانيا، أكرنيا

سلوفينية

سلوفينيا، النمسا، إيطاليا، المجر، صربيا، الجبل الأسود

إسبانية

إسبانيا، أندورا، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا

سويدية

السويد، فنلندا

تركية

تركيا، قبرص، بلغاريا، اليونان، مقدونيا، ألبانيا، صربيا، الجبل الأسود، البوسنة، كرواتيا، ألمانيا، رومانيا

أكرانية

أكرانيا، روسيا البيضاء، بولندا، إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا، روسيا

ويلزية

المملكة المتحدة/ مقاطعة ويلز

جدول تفصيلي للغات الأوروبية ودولها الناطقة بها


 

هذا الكم من اللغات الأوروبية واستخدامها المشترك بين هذا العدد من الدول الأوروبية المتجاورة إن دل على شيء فهو يدل على أثر العامل السياسي وتقسيم الحدود الجغرافية في تغذية نوازع الاستقلال والتميُّز من خلال عامل اللسان. فاللغة أولاً وأخيراً جزء من الهوية الوطنية للإنسان. وكثير من هذه اللغات نابع من الجذور ذاتها كما اتضح من جدول تقسيمها إلى عوائل رئيسية، وتتقارب إلى حد كونها لهجات منحدرة من لغة واحدة بعينها. وهذا يفسر سهولة التفاهم لسانياً نسبياً بين أبناء المناطق المتجاورة بغض النظر عن اختلاف المسميات اللغوية الرسمية لها. كما يفسر وصول عدد اللغات الأوروبية رسمياً إلى قرابة عدد الدول الأوروبية اليوم.

وقد كان من الممكن أن تُبتلَى اللغة العربية بالداء ذاته في العصور السابقة لولا صمود لغتنا الفصحَى في وجه اللهجات المنتشرة بين الدول العربية فيما بينها.


 


 

لغتنا العربية والعولمة:

إن زمن العولمة الذي نعيشه اليوم يساعد كثيراً على انتشار اللغات ويشجع الأجيال المعاصرة على اكتساب مهارة تعلم أكثر من لغة واحدة والاستفادة من وراء ذلك مادياً إلى جانب تحقيق عامل الارتقاء اجتماعياً. فالظروف اليوم مهيأة بشكل أكبر أمام الشباب ذكوراً وإناثاً للتجوال والسفر بين القارات بهدف الاستكشاف والتعلم، كما أن الأوضاع الاقتصادية تحث على التنقل والبحث عن فرص أفضل في الخارج والداخل على حد سواء. مما جعل عقلية أبناء هذا الجيل تنفتح أمام تعلم اللغات وتتهيأ للاستفادة منها ومن خلالها، لاسيما أن حضارتنا الإسلامية وثقافتنا العربية تشجع جيل الشباب على التقدم وخوض التجارب المفيدة وإنجاز الأفضل بالتعلم وتوسيع الآفاق في كل المجالات.

فتعدد اللغات يتطلب الارتقاء من الهوية الوطنية إلى القومية فالحضارية فالإنسانية.

والعربي بفطرته يحب تعلم لغة أجنبية وقد ساعده على نمو هذه الفكرة الآيات الكريمة في كتاب الله الحكيم والتي تنادي بأهمية التعليم والاختلاط مع مختلف الأجناس البشرية والتجوال في أراضي بلاد الله الواسعة بحثاً عن الرزق والمعيشة الأفضل. كما أن السيرة النبوية تحث على تعلم لغة الآخر وثقافته.

كما أدى انتشار القنوات العربية الفضائية إلى مزيد من التقارب بين أبناء الأمة العربية ببلادها الاثنين والعشرين حيث أصبح باستطاعة المغربي متابعة برامج الخليجي والتعود على لهجاته وكذلك اليمني بإمكانه مشاهدة برامج ومسلسلات الليبي ومحاولة استيعابها. وذلك بعد أن كانت اللهجة المصرية هي تقريباً الوحيدة التي تتابَع هنا وهناك بسبب اتساع امتداد البرامج المحلية ونجاح السينما المصرية في شد مشاهدي التلفزة في الوطن العربي بأكمله وتفردها في الانتشار. فكان الجميع يفهم اللهجة المصرية بينما المصري يستصعب محاورة أي كان غيره بلهجته المحلية .


 

ومن خلال تدريس اللغة العربية لأبناء اللغات المختلفة حول الكرة الأرضية، كان الوصول إلى العوامل الإنسانية العالمية المشتركة التي تحكم اللغات جميعها وتُيسر خُطَى التفاهم والتواصل بين الياباني والافريقي والأوروبي والآسيوي والأمريكي والاسترالي والعربي والمكسيكي، فقد برز دور اللغة كوسيط بين البشر للتفاهم والاتصال مما يشجع على دراسة اللغات المختلفة وتعلمها واتقانها.


 

أحياناً قد ينتج عن العولمة ما يؤثر سلبياً على هيئة اللغة ورونقها كما يحدث الآن لمهارة الكتابة باللغة الإنجليزية إحدى أبرز اللغات الأوروبية وأوسعها انتشاراً وسيطرة والتي أضحت لغة الشبكة العنكبوتية (الإنترنت). إذ مع استخدام التقانة الحديثة لجأ متحدثو هذه اللغة إلى تطويرها وإحداث بعض التغيير فيها بما يتناسب مع عصر السرعة الذي نعيشه حيث تم استبدال كلمات بحروف وأشكال وأرقام، مثل: for أصبحت 4 و at أصبحت @ و you أصبت u و are أصبحت r و to أصبحت 2 ......، مما قد يتسبب في تراجع اتقان مهارة الكتابة وعدم الاكتراث بالكتابة السليمة ليؤدي شيئاً فشيئاً إلى انتشار شكل جديد لهذه اللغة وتردي شكلها الأصلي. كما أن استعمال معالج الكلمات (word processor ) وقدراته على اقتراح الكلمة المناسبة والصحيحة املائياً، أدى إلى أن لا يهتم مستخدم المعالج بدقة الاملاء عند الطباعة وخاصة باللغة الإنجليزية. على أن العربية لم تنجُ من هذه الآثار السلبية التي تلقي بظلالها على الصورة المكتوبة للغة إذ تثبت الدراسات الحديثة أن العربية المعاصرة آخذه بإيجاد أنماطٍ جديدة للكتابة تتمثل في تمثيل الصورة المنطوقة إذ " تقوم لغة الإعلانات في بعض استخداماتها اللغوية بإضافة الانطباعات الصوتية المميزة لبعض الكلمات والتعبيرات المتداولة وذلك بإضافة صور بصرية مكتوبة تعبر عن امتداد الصوت وطوله الذي قد يغاير الطول المعتاد له في الصورة الفصيحة المألوفة للنموذج المكتوب ....."


 

تدريس قواعد اللغة العربية:

هناك محاولات جادة ومتوالية من جانب بعض أبناء اللغات الأوروبية خاصة إلى إشاعة القول بشدة صعوبة تعلم اللغة العربية مع إبراز مادة النحو كحاجز يعوق طريق تعلم لغتنا العربية واستيعابها، بالإضافة إلى عامل داخلي أساسي ومؤثر ألا وهو ضعف أسلوب تقديم القواعد في مراحل التعليم الأساسية جميعها لأبناء اللغة العربية ذاتهم في بلادهم الأم وعدم تشجيعهم بالأساليب التعليمية التي تجذبهم إليها – أحياناً - بل وكأن هناك ما يدعو إلى نفور الطلاب من القواعد و الابتعاد عن فهم أهمية الإعراب . فلم يقم كثير من العاملين على تدريس علم اللسان العربي بالدور المنوط بهم في تقديم مادة النحو بالشكل الذي شرحه وأوضحه ابن خلدون مثلاً في مقدمته ومن قبله الجاحظ الذي نادى بنظرية التدرج في إلقاء العلوم. وقد سار على هذا النهج نفر كثير من علماء العربية وأعلامها فابن حزم الأندلسي يرى في اغراق الطلبة في التفاصيل النحوية (مشغلة عن الأوكد) لا منفعة فيه، فجاءت دعوته لجعل النحو تعليمياً في إطار الوظيفية.


 

وهذه أبرز مشكلات اللغة العربية اليوم في مواجهة اللغات الأوروبية حيث أخذت معظم تلك اللغات الأوروبية في تجنب التركيز على أهمية علم القواعد، وقدمت اللغة المحكية في صورة كتابية رسمية في حين لا تضبط اللغة العربية "الفصحَى والفصيحة" دون الإلمام بقواعد النحو من أجل إيصال المراد قوله والمحافظة على الرونق اللغوي والمعنَى الصحيح. وقد كانت القواعد في اللغات الإنجليزية والألمانية مهمة إلى حد يثير الدارسين إلى وقت قريب - كما لاحظت مع عدد من الطلاب الألمان والبريطانيين خاصة- اهتمامهم المنصب على تفسير القواعد اللغوية وتوجيه الأسئلة في محاولات لاستيعابها ومقاربتها للغاتهم. وهذه ظاهرة متكررة تتمثل في مقاربة الدراس للغة العربية بلغته الأم.


 

من الوسائل التعليمية الفاعلة التي تتبع في دراسة مادة النحو خاصة للناطقين بغير العربية وسيلة تقديم القاعدة من خلال شكلها النمطي وتكرار الطالب لنموذج واضح دون الغوص في المسميات الوظيفية التي يصعب على ابن الثقافات الأخرَى استيعابها. فالهدف أولاً هو تقديم جملة بسيطة يستطيع المتعلم فهم المراد منها وتكوين مثيلات على شاكلتها. وهذه تقريبا ذاتها الطريقة التي تعلمنا من خلالها اللغة الإنجليزية التي يتقبل بها المتعلم القواعد والتراكيب تقبلاً تاماً دون الخوض في البحث عن الأسباب، فمع أن المنطق موجود في اللغات وخاصة اللغة العربية إلا أن هناك الكثير من المسلمات التي تؤخذ بعين الاعتبار ويصعب الإجابة بخصوصها عن أسئلة "لماذا هكذا؟" وعندها لانجد بداً من الترحم على الإمام الكسائي .

وكما أورد أبو حيان التوحيدي في كتابه الإمتاع والمؤانسة مناظرة فلسفية في الليلة الثامنة بين أبي سعيد السيرافي وأبي بشر متى بن يونس القنائي في حضرة الوزير ابن الفرات عن المنطق اليوناني والنحو العربي : "فيسأل أبو سعيد مناظره قائلاً: هل في وسع المنطق الأرسطي أن يدلنا على معاني حرف الواو في اللغة العربية؟ فقال له متى: هذا نحو وليس هو من شأن المنطق! فأجابه أبو سعيد بأن المنطق هو نحو والنحو هو منطق، فإذا كانت المعاني مشاعاً بين الأمم، فلا تكون يونانية ولا هندية، وإنما يكون الاختلاف في اللغة التي يعبر بها كل قوم عن تلك المعاني، إذن فدراسة اللغة لا مندوحة عنها، ويضرب أبو سعيد مثلاً بالحرف في اللغة العربية: الواو والباء وحرف "في" فلكل منها أحكام تقضي بها قواعد اللغة العربية، وليست هي نتاجاً للعقل اليوناني، مما يبين أنه لابد للمنطقي من دراسة اللغة التي بها يكون التفكير، فالنحو يمس المعاني ولا يقتصر أمره على اللفظ."


 

إن دراسة القواعد أساسي لفهم اللغة في كل زمان ومكان ذلك أن "البلاغة تتحقق في نظم الكلام، أي أسلوبه أو تعبيره، وأن هذا النظم ما هو إلا صلات الكلمات بعضها ببعض ونسق بعضها وراء بعض نسقاً خاصاً خاضعاً لقواعد النحو، فالنظم إذاً هو التعبير عن المعنَى تعبيراً يقتضيه المعنَى وترتضيه القواعد النحوية" ، وقد أفرد أدباءنا في تراث لغتنا العربية الغني كتباً لتوضيح هذا منها كتاب دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني.

وفيه تلخيص هائل لأهمية وضع الكلمة في نصابها الصحيح وهو مما يميز لغتنا العربية بين اللغات ومما يصعب على غير المتعمق في اللغة العربية استيعابه خاصة في عصرنا الراهن حيث قال الجرجاني " البلاغة في المعنَى واللفظ معاً لأنها حسن دلالة الكلام على معناه بصورة رائعة من الأسلوب. وإذا كانت البلاغة هي سر الإعجاز، فإن سر البلاغة هو النظم. وليس النظم إلا توخي معاني النحو وأحكامه فيما بين الكلام، وهو السبب في المحاسن من استعارة وكناية وتمثيل ومجاز وإيجاز، لأنها من مقتضيات النظم " .

هنا يرد في ذاكرتنا الشعرية ما أبدعه شاعر النيل حافظ إبراهيم من أبيات في الاعتزاز باللغة العربية وتفضلها بأدبها على اللغات الأوروبية قائلاً :

سل ( الفريد ) و ( لامرتين ) هل جريا

                مع ( الوليد ) أو ( الطائي ) بميدان

وهل هما في سماء الشعر قد بلغا

                شأن ( النواس ) في صوغ واتقان


 

عامل المظهر ودوره في اختيار اللغة:

تعاني اللغة العربية في عصرنا الراهن من إدبار أبنائها عنها وسعيهم الأكبر لإتقان اللغات الأوروبية ولاسيما الإنجليزية منها - لسيطرتها الغالبة - على حساب التمكن من اللغة الأم. إلا أن تطور الأحداث العالمية من حولنا أدى إلى زيادة إقبال أبناء الجانب الغربي على تعلم اللغة العربية بأعداد كبيرة في السنوات الأخيرة الماضية وسعيهم للسفر ودراستها في ربوع الدول العربية نتيجة للتغييرات السياسية هنا وهناك.


 

فعندما نقارن لغتنا باللغة الإنجليزية نجد أن المسلمات اللغوية في اللغة الإنجليزية كثيرة - خاصة في تشابه أصوات الحروف مع اختلاف كتابتها - إلا أن قوتها الفعلية مأخوذة من قوة سيطرة أصحابها على هذه الحقبة الراهنة مما جعل انتشارها أسهل من غيرها وهنا نعود إلى نظرية ابن خلدون في تقليد المغلوب للغالب وتمثله لكل ما يقربه إليه من لغة وهيئة وأسلوب معيشة.


 

وهذه أمثلة على صعوبة معرفة معنى بعض الكلمات الإنجليزية بسبب تشابه مخارج أصواتها بكلمات تحمل معان مختلفة مما يثبت أهمية دور المحتوَى العام للجملة المركبة وموضوع الحديث في فهم معنَى الكلمة:

Where - were - wear two - too

Mean ×(polite) - to mean I - eye

Meat - meet For - four

Son - sun right - wright - write

Here - hear night - Knight

Dear - deer buy - by


 

في منتصف الثمانينات التحقتُ للدراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة للإفادة من نظام التعليم العالي نسبياً فيها واخترت تخصص اللغة العربية وآدابها، فكان هذا مجالاً للتعجب من جانب كل من يسألني عن دراستي: لماذا اللغة العربية ؟؟ لماذا لم تدرسي اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات الأوروبية المطلوبة في زماننا؟؟؟؟ حتى أنني كنت الطالبة الوحيدة في دفعتي صاحبة هذا التخصص كما كانت شقيقتي من قبلي في الجامعة ذاتها بينما كان هناك ما لا يقل عن عشرة طلاب في تخصص اللغة الإنجليزية وآدابها. وكنت ولازلت على قناعة تامة بأن اختياري نابع عن محبتي للغتي الجميلة وآدابها وأنني سأجد في دراستها متعة أكبر من دراستي لغيرها من اللغات لأنها تمثل حضارتي وثقافتي التي نشأت عليها. وقد وجدت كثيراً من فرص العمل التي تحتاج إلى هذا التخصص بمجرد تخرجي. أي أن نظرية سوق العمل ومتطلباته ليست هي ما يحول دون توجه طلاب الجامعات العرب إلى دراسة اللغة العربية وآدابها وإنما هو اعتقاد سائد بين غالبية أبناء مجتمعاتنا وأسرهم بأن دراسة اللغات الأوروبية والتخصص فيها سواء الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو الإيطالية أو الإسبانية أفضل للمستقبل العملي والمهني والثقافي والاجتماعي!!


 

كذلك الحال اليوم في اختيار الأسر العربية لمدارس أبنائها ابتداءً من المرحلة الابتدائية حيث يتوجهون بهم مباشرة إلى مدارس اللغات والتي يقصد بها التركيز على اللغات الأوروبية أكثر من العربية في توزيع المناهج مع تمكين التلاميذ منها كلغة اللسان الأم.

ويجد هؤلاء الأبناء التشجيع من حولهم لاستخدام تلك اللغة الأوروبية في ساعات الدرس وخارجه مما يؤثر سلباً غالباً على تغذية انتمائهم للغتهم العربية واتقانهم لها بصورتها الفصيحة. وقد أضحت هذه من أكبر المشكلات التي تواجه نسبة غير قليلة من خريجي بعض البلاد العربية الذين يجدون أنفسهم غير مؤهلين بما يكفي للكتابة والتعبير عن أنفسهم بلغتهم العربية ويواجهون صعوبات فيها مما يجعلهم يلجأون لتعلمها من جديد في مراحل متقدمة كأبناء اللغات الأجنبية.


 

كما يدل الاستخدام اللغوي للفرد على بيئتة الاجتماعية. وترد إلى الذاكرة هنا مسرحية "سيدتي الجميلة" بعرضيها الأوروبي والعربي والدور المهم الذي قام به السيد في تعليم الفتاة الأمية البسيطة آداب اللغة وأسلوب الحديث مع أصحاب الطبقة الاجتماعية العليا في المجتمع بينما تنحدر هي من بيئة أُمية ووسط اجتماعي بعيد كل البعد مما يجعلها تستخدم ألفاظاً لا تتناسب مع ما يستخدمه أبناء الطبقة العليا في المجتمع ذاته. وحديثاً استعمل المثقفون في المجتمع المصري كلمة "بيئة" للإشارة إلى أبناء المجتمع غير المثقفين والذين يتداولون ألفاظاً سوقية. وهذا يعود بنا إلى ضرورة الالتزام بالعربية "الفصحى، الفصيحة" في مناهج التعليم وكل ما يطبع باللغة العربية للحفاظ على المستوى الثقافي العالي للمتعلم .


 

وهكذا نصل إلى أن "التنوع ظاهرة طبيعية في جميع اللغات ولا تخلو منه أي لغة، ففي اللغة الإنجليزية توجد لهجات متعددة مثل: الإنجليزية الهندية، والإنجليزية الأسترالية، وانجليزية نيويورك، وإنجليزية الأفارقة". وأذكر في أحد الفصول الدراسية حين تواجد في الصف خمسة طلاب بريطانيين وأستراليين وتزاملوا مع خمسة طلاب أمريكيين حيث كثر المزاح فيما بينهم حول نطق كثير من الكلمات الإنجليزية بل واستخدام كلمات بعينها توقف استخدامها من جانب الطرف الآخر وتغير مدلولها تماماً من جانب أحد الأطراف فكان مجالاً للتأمل في تأثير العامل الثقافي والجغرافي في ممارسة اللغة ذاتها والنظرة الفوقية من جانب إلى آخر مع التحيز الطبيعي من كل طرف للغته.


 

تضم مجتمعات الوطن العربي مجموعات متعددة ومتنوعة لها خصائصها وثقافاتها لكنها تندرج جميعاً تحت اللواء العام للأمة العربية الإسلامية وحضارتها كالبربر في المغرب العربي الذين لديهم لغتهم التي يعتزون بها ويعلمونها لأولادهم محادثة أكثر منها كتابة بينما يدركون مكانة اللغة العربية العليا ويدرسونها ويحرصون عليها. وكالأكراد في العراق والآشوريين في كل من العراق وسوريا والشركس والشيشان في الأردن وأهل النوبة في كل من مصر والسودان والأرمن في بلاد الشام وفي مصر، وأبناء الصومال وجيبوتي حيث لديهما لهجتهم الخاصة بجانب اللغة العربية. فلكل فئة من هذه الفئات انتماءات عرقية ولغة خاصة بها إلا أنهم جميعاً يلتزمون بالانتماء لمظلة الحضارة العربية الإسلامية مع التمسك باللغة العربية لغة رئيسية في التعبير الرسمي والتدوين.

هذا وقد ثبت علمياً أن الطفل الطبيعي أينما كان قادر على تعلم أكثر من لغة واستيعابها في مرحلة مبكرة دون التأثير على قدرة التعبير والتحدث لديه. فعلى الأهل استغلال طاقة الطفولة وتعليم الأبناء ما يفيد إدراكهم لهويتهم وتعريفهم بثقافتهم الممتدة.


 

تجربة مركز لغات الجامعة الأردنية:

لقد التحقت بالعمل في الجامعة الأردنية لتدريس اللغة العربية للناطقين بها في مركز اللغات منذ سبع سنوات وكان الإقبال في بداية تلك الفترة بسيطاً حيث وصل عدد الطلاب إلى سبعين طالباً إذ كانوا يوزعون على ست مستويات، ولكن شيئاً فشيئاً أخذ الإقبال يزداد بشكل ملحوظ حيث وصل العدد هذا الصيف 2006 إلى مئتين وخمسين طالباً يوزعون على ثماني مستويات. والعام الماضي ضم المستوَى الأول سبعين طالباً مبتدءاً راغباً في تعلم اللغة العربية من جميع أنحاء العالم. وهذا أمر يثير التأمل في الأثر الإيجابي للأحداث السياسية الصعبة التي تعيشها منطقة الوطن العربي ورد الفعل العالمي من حولنا للتقرب وفهم حقيقة ما يدور، حتى وإن كان الهدف من وراء تعلم اللغة العربية بعيداً عن الموضوعية ولأغراض خاصة، فإن مجرد تعلمها يفتح الطريق لفهم الحقائق وكشف أمور كثيرة ومهمة ويعتبر مكسبا للغة.


 

وقد أدركت كثير من الحكومات الأوروبية ضرورة أن يتعلم دبلوماسيوها ممن يستلمون مواقع في سفاراتها بالدول العربية اللغة العربية إلى درجة الاتقان مع التركيز في المنهج على القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وقد قام مركز اللغات بعمل اتفاقيات تعليمية بينه وبين وزارة الخارجية البريطانية ووزارة الخارجية الأسترالية وجهات حكومية أمريكية كذلك حيث يقوم المركز بتوفير كفاءة تدريسية لمجموعات وأفراد من هذه الهيئات الدبلوماسية لعدة أشهر يتمكنون خلالها من ممارسة اللغة العربية والتعايش في البيئة العربية مما يساعد في فهمها والتعرف إليها عن قرب.


 

كما اتضح للعديد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات التجارية الكبرَى في الشرق الأقصَى أهمية اتقان اللغةالعربية من أجل المزيد من فتح مجالات تبادل المصالح الاقتصادية مع الوطن العربي الممتد. فبدأت هذه الشركات ترسل ممثليها لدراسة لغتنا، وزاد إقبال أفراد بمفردهم على تعلم العربية لانتهاز فرص العمل التجاري المتاحة، خاصة مع تغير الوضع السياسي في العراق مؤخراً حيث وجد عدد كبير من رجال الأعمال الكوريين فرصاً جيدة للعمل في السوق التجاري المفتوح فيه.


 

هناك الآن العديد من اتفاقيات التبادل الثقافي بين مركز اللغات وجامعات كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث ترسل تلك الجامعات فصلياً عدداً كبيراً من الطلاب الراغبين في التعرف إلى الثقافة العربية عن قرب من خلال دراسة لغتنا العربية والمعايشة اليومية لأبناء شعبنا مع دراسة مواد أخرَى متعلقة بحضارتنا وعالمنا العربي الإسلامي بشكل رسمي واحتساب الساعات الدراسية والنتائج التي يتم تحصيلها كجزء من دراستهم الجامعية.


 


 

خاتمة:

وبعد، فهذا تطواف حول اللغة العربية واللغات الأوروبية ونظرة في الماضي البعيد ثم ملاحظات حول الواقع ومحاولة لاستشراف المستقبل في مقارنات تطال الشكل الكتابي وأبنية الجمل ثم ما اعترَى تلك اللغات من أزمات أثَّرت في سيرورتها ووحدتها وتراجعها وتقدمها في السياقات الحضارية ثم ما يكون من أمر تلك اللغة في حال دُرِّست لغة ثانية وما يواجه متعلمي اللغات من مشكلات وما يقف في طرقهم من عقبات تحول بينهم وبين اتقانها وأداء حقها. ثم حديث عن تجربة مركز لغات الجامعة الأردنية في تعليم العربية لغة ثانية.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

المراجع

- ابن حزم والنحو الظاهري، مصطفى عليان، مجلة الفيصل، ع110 ، السعودية، نيسان/ أيار 1986 ص 51-53

- أدب الكاتب، ابن قتيبه، دراسة محمد خلف الله أحمد، موسوعة تراث الإنسانية، الجزء الرابع، ص 5.

- الأصوات اللغوية، د. إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، 1984، ط 6.

- الامتاع والمؤانسة، أبو حيان التوحيدي، دراسة د. زكي نجيب محمود، موسوعة تراث الإنسانية، الجزء الأول ص 792

الشركة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.

- تحقيقات لغوية، د. ناصر الدين الأسد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2003م.

- تعليم اللغة العربية في الأندلس وأوجه الاستفادة منه في تعليم اللغة العربية بوصفها لغة ثانية، خالد حسين أبو عمشة، رسالة ماجستير، قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة الإسلامية العالمية، ماليزيا، 1997

- الخطاب والمقاصد: الإعلان الصحفي نموذجاً، فاطمة العمري، رسالة دكتوراه (مخطوطة)، الجامعة الأردنية، عمان، آب 2006م.

- دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني، دراسة د. أحمد الحوفي، موسوعة تراث الإنسانية، الجزء الخامس، ص170

- ديوان حافظ إبراهيم، دراسة عيسى محمود ناصر، موسوعة تراث الإنسانية، الجزء الخامس، ص 323

- رسالة أسباب حدوث الحروف للشيخ الرئيس ابن سينا، تحقيق محمد حسن الطيان ويحيى مير علم، دار الفكر، دمشق، 1983م.

- العربية، مجلة الرابطة الأمريكية لأساتذة العربية، العدد 35 /2002 ، كلية الإنسانيات في جامعة بريام يانج بالولايات المتحدة الأمريكية.

- الفصحى لغة القرآن، أنور الجندي، ط 1، دار الكتاب اللبناني، مكتبة المدرسة، لبنان.

- اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، د. وليد العناتي، الجوهرة للنشر والتوزيع، عمان، 2003

- من حاضر اللغة العربية، سعيد الأفغاني، ط 2، دار الفكر، 1971م.

- منهج البحث اللغوي بين التراث وعلم اللغة، د. علي زوين، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1986م.

- نهاد الموسى وتعليم اللغة العربية رؤى منهجية، د. وليد العناتي، منشورات وزارة الثقافة، عمان، 2005


 


 

أوروبا - ويكيبيديا - [ Translate this page ]

تشمل منطقة
اللغات
الجرمانية
في أوروبا
كلا من المملكة المتحدة (بعض أجزائها كانت تتحدث
...
ar.wikipedia.org/wiki/أوروبا - 84k - Cached -
Similar pages


 

EUR.AC research, Papers of Conference "Multilingualism across Europe" August, 24-26 2006. Bolzano, Italy.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

Arabic at City -Short Courses Open Evening and Taster Sessions

  Short Courses Open Evening and Taster Sessions Thursday, 7 th  September 2023 , 18:00 – 19:30 ( BST ) Online. Free You’ll have the chance ...